حكاية ما بعد النوم ٢

اصيل اصيل قم يا بني لقد تأخرت على جامعتك 

ذلك الصوت الواقعي الرقيق يجتاح حلمه الجميل وتختفي كل أصوات الممثلين  فيه و يظل صوتها ليوقضه 

فتح اصيل عيناه متضجر فالواقع بالنسبة له كابوس يعيشه وكان يردد دوما " الجاهل اكثر سعاده في هذا العالم الثقافة لا تزيدنا الا كئآبه"

بعد أداءه ما فاته من عباده و تناوله إفطاره البسيط الذي هو أيظن عشاه لَقَدْ كان ينسى نفسه اذا عاش مع احد الروايات او كتبه المفضله و بعد ارتداءه ملابسه الخالية من الجاذبية انطلق اصيل الى جامعته في صمت متناهي

حتى المذياع  في سيارته قد اصابه الملل من طول صمته

أوقف سيارته في مكانه المفضل البعيد ليقطع باقي المسافة مشياً كان لا يجد متعته الا في مجالسة دكتوره المفضل الدكتور عبد الحكيم او وسط المكتبة الجامعية يتلقف مَّن كنوزها  إذا بصديقه الوحيد ربيع يلقي عليه التحية و يجلس قربه و كالعاده يسأله عن حاله و كالعادة يجيب اصيل لا جديد كما تعرفني سابقاً أغلق اصيل كتابه متضجر و قال لقد بحثت  في كل مكان لم اجدها هنا او في مكتبة المدينة و حتى تلك المكاتب التجارية الركيكة خالية من هاذه الكنوز مجرد تجارة عقيمة و أفكار هدامة صمت ربيع متردداً ثم قال كنزك المفقود لا يوجد الا لدى المارد و أنا اعرف كيف نصل اليه

نظر اصيل نظره ساخطة و قال ليس هذا وقت المزاح أنا ابحث عنها منذ ٣ سنوات حتى مقتني المكاتب الشخصية تضجروا من كَثُر اتصالاتي و زياراتي يبدو انها انقرضت ، سوف أتوقف عن البحث يا اخي نحن مجتمع تافه الرفاهية و التقنيه سلبتنا كل شيء جميل و احلامنا قيدتها شهواتنا الزائله 

قال ربيع هي زياره واحده فقط و بعدها احكم حكمك هذا غداً باْذن الله سوف آخذك من الصباح الباكر لنزور هذا المارد

رأى اصيل في عيني ربيع الجديه في حديثه و قال اعلم انك لن تخذلني يا صديقي 

يتبع...بإذن الله